Monday, March 11, 2013

أمل دنجل


حياته
***
ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر. 
كان والده عالماً من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر. 
فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه. 
أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". 
عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها. 
عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"
(1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. 
صدرت له ست مجموعات شعرية هي: 
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969, 
تعليق على ما حدث" - بيروت 1971, 
مقتل القمر" - بيروت 1974, 
العهد الآتي" - بيروت 1975, 
أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983, 
أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983. 
لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. 
توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة.


مختارات من اشعارة

مراثى اليمامة
صار ميراثنا فى الغرباء.
وصار سيوف العدو: سقوف منازلنا.
نحن عباد شمس يشير بأوراقه نحو أروقه الظل
إن التويج الذى يتطاول :
يخرق هامته السقف،
إن التويج يتطاول :
يسقط فى دمه المكسب!
نستقى بعد خليل الأجانب – من ماء أبارنا.
صوف حملاننا ليس يلتف إلا على مغزل الجزية
النار لا تتزهج ين مضاربنا
بالعيون الخفيضة نستقبل الضيف
أبكارنا ثيبات ...
وأولادنا للفراش ..
ودرهمنا فوقها صورة الملك المغتصب
أيادى الصبايا الحنائن تضم على صدره نصف ثوب
وتبقى عيون كليب مسنرة فى شواشى الجنائن
أسائل :
من للصغار الذين يطيرون – كالنحل – فوق التلال؟
ومن للعذارى اللواتى جعلن القلوب:
قوارير تحفظ رائحة البرتقال؟
ومن سيروض هر الخيال؟
ومن سيضمد – فى آخر اصيد – جرح الغزال؟
ومن للرجال..
إذا قيل " مانسب القوم "؟..
فانسكبت فى خدود الرما دموع السؤال؟
بنات أبى – الزهرات الصغيرات –يسألننى
لم أبكى أبى !
يبكين مثلى ،
ويخلدن للنوم حين أغلب دمعى ،
وأروى لهن الحكايا
عن الملك النسر
والملك الثعلب
فإن نمن .. جاء أبى .. ليهز الأراجيح ..
يلمس وجناهن ..
ويعطى لهن اللعب ..
ويمضى .. وعيناه مسلبتان ..
وساقاه تشتكيان التعب ..
أبى ظامئى رجال
أريقوا له الدم كى يرتوى
وصبو له جرعة حرعة فى الفؤاد الذى يكتوى
عسى دمه المتسرب بين عروق النباتات ،
بين الرمال ..
يعود له قطرة قطرة ..
فيعود له لزمن المنطوى
خصومة قلبى مع اله .. ليس سواه
أبى أخذ الملك سيفا لسيف ، فهل يؤخذ الملك منه اغتيالا
وقد كللته يد الل بالتاج؟!
هل تنزع اتاج إلا اليدان المباركتان،وهل هان ناموسه فى البرية
حتى يتوج لص .. بما سرقته يداه؟
خصومة قلبى مع الله ..
إنى أنزه سهم منيته أن جىء من الخلف،
إن الذى يطلق السهم ليس هو القوس ..بل قلب صاحبه ،
والذى يجعل النفس تستقبل الموت راضية .. نبل واهبة ، فأنا أرفض لموت غدرا..
فهل نزل الله عن سهمه الذهبى لمن يستهين به.
هل كون مكان أصابعه .. بصمات الخطاه؟
خصومة قلبى مع الله .. ليس سواه !
كليب يموت ..
ككلب تصادفه فى الفلاة؟
إذن فلماذا كس وجهه الصورة اآدمية؟ هل كرم الله أنسانه؟
مات من مات كلبا .. فأين إذن ذهب الآدمى الذى قد يراه؟
خصومة قلبى مع الله
قلبى صغير كفسقه لحزن .. لكنه فى الموازين اثقل من كافة الموت
هل عرف اموت قد أبيه ،
هل اغترف الماء من جدول الدمع،
هل لبس الموت ثوب الحداد الذى حاكه .. ورماه ؟
خصومة قلبى مع الله
أين وريث أبى مرتين ؟
أيتها النجم لمتولنة الوجه:
قولى له :
قد سلبت حياتين ..
ابق حياه ..
ورد حياه ..
خصومة قلبى مع الله هذا الكمال اذى خلق الله هيأته ، فكسا العظم با للحمه
اهو : جسما يعود له – دون رأس ، فهل تتقبل بوابة المنيب ماشابه العيب ، أم أن وجه العدالة :
أن يرجع لسلو للأصل ،
أن يرجع البعد للقبل ،
أن ينهض الجسد المتمزق مكتمل الظل
حتى يعود إلى الله .. متحدا فى بهاه ؟
(3)
يجىء أخي
هل عباءته الريح ؟
هل سيفه ابرق ؟
هل يتمنطق وق جواد السحاب؟
يجىء أخى !
غافلا عن كتاب المواريث
عن دمى الملكى ،
عن الصولجان الذى صار مقبضه اعاج :
رأس الغراب !
يجىء أخى
(كان يعرفه القلب !)
أقذف تفاحة
يتصدى لها وهو يطحنها بالركاب
( هى الخطأ البشرى الذى حرم النفس فردوسها )
(الأول المستطاب)
أثنى ، لإاقدف تفاحة ..
تستقر على رأس حربته!
( أيها الوطن المستدير .. الذى تثقب الحر ب عذره الحراب )
.. وتفاحة تتلقفها يده !
(هى جوهرة الملك ، جوهرة العدل ، جوهرة الحب ، فالحب آب !)
...............
قلوب ثثية شارة لزمن القادم المستجاب
قفوا ياشباب !
لمن جاء من رحم الغيب ، خاض ساقيه فى بركة الدم ، ول يتناثر عليه الرشاش ،
ولم تبد شائبة فى الثياب !
للهلال الذى يستدير 00
ليصبح هالات نور على كل وجه وباب !
قفوا ياشباب ! كليب يعود00

كعنقاء قد أحرقت ريشها
لتظل الحقيقة أبهى 0
وترجع حلتها فى سن ا لشمس 00أزهى 0وتفرد أجنحة الغد 00
فوق مدائن تنهض من ذكريات الخراب !!

حافظ إبراهيم


نبذة حول الشاعر: حافظ إبراهيم



حافظ إبراهيم "شاعر النيل"

ولد في 4 فبراير 1872- ديروط وهو من أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث،

نال لقب شاعر النيل بعد أن عبر عن مشاكل الشعب،

أصدر ديوانا شعريا في ثلاثة أجزاء، 

عين مديرا لدار الكتب في أخريات حياته وأحيل إلى التقاعد عام 1932،

ترجم العديد من القصائد والكتب لشعراء وأدباء الغرب مثل شكسبير وفيكتور هوجو ولقد توفى في 21 يونيو 1932. 

جمع شعره في ديوان موحداً ، 

وانتمى هو وأحمد شوقي إلى مدرسة الإحياء وعرف بموقفه ضد المستعمر في حربه ضد اللغة العربية . 


من قصائده:

يا سيدى وامامى

يا ساكن البيت الرجا

لى ولدا سميته حافظا


وله قصائد كثيره اخرى


إبراهيم ناجي


نبذة حول الشاعر: إبراهيم ناجي



ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف. 

- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي. 

- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة . 

- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين . 

وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما. 

- واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953. 

- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية . 

ومن أشهر قصائده 

قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي . 

ومن دواوينه الشعرية : 

وراء الغمام (1934) 
ليالي القاهرة (1944)
في معبد الليل (1948)
الطائر الجريح (1953) 

وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.

أحمد مطر


عن حياتة: 

ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات،في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب)
بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت


مشحونة بقوة عالية،الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فكان يبدأالجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ثم صدر قرار نفيهما معاً ، وترافقا إلى لندن
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن .

(( أحمد مطر)) هذا الشاعر البطل الذي كان قلمه أقوى من طلقات البنادق و القذائف , بل كان قنبلة في عمق كل نظام ظالم 

مختارات لاحمد مطر: 
القصيدة الاولى 


أسرتنا بالغة الكرم 
=============
تحت ثراها غنم حلوبة ، وفوقه غنم 

تأكل من أثدائها وتشرب الألم 

لكي تفوز بالرضى من عمنا صنم 

أسرتنا فريدة القيم 

وجودها عدم 

جحورها قمم 

لاآتها نعم 

والكل فيها سادة لكنهم خدم 

أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها ، تطيل من سجودها 

وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم 

أسرتنا واحدة تجمعها أصالة ، ولهجة ، ودم 

وبيتنا عشرون غرفة به ، لكن كل غرفة من فوقها علم 

يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم 

أسرتنا كبيرة ، وليس من عافية أن يكبر الورم !


القصيدة الثانية:
فلسطين لن تموت 
============
فلسطين لن تموت 
مازلت أنا فيها واحد 
أمريكي شاهد خيمة 
وتأمل فشاهد غيمة 
وراء في الغيمة نجمه 
وبدا يحلم في مهله 
رمق خيال قادم 
يحمل علماً ومقاتل 
فارس هذا يا جاهل؟ 
ولتعلم ان النصر قادم 
فالفارس العربي ماثل 
لا يخشى الموت ويناظل 
شع شعاع بجبينة 
وراء نصبً مع شعله 
سماه تمثال الحرية 
ببلادٍ عاشت بدموية 
أحتلُ ارضي الاغراب 
وبدؤ حمله ضد الارهاب 
قالوا عني جاهل 
لأني أدافع واقاتل 
هل أجرم من يبحث عن استقلال 
أم شعب فلسطين أصبح دجال؟! 
وهل أسرائيل دولة حتى تغتال؟! 
وهي على القانون الدولي تحتال 
من ساعدها على هـذا؟ 
بوشً أنت حثاله ... بوشً حقاً انت حثاله 
فأنظر في التاريخ وأفهم 
كلا لا يتوافق جرحاً مع بلسم 
كم عشتم في أمريكا 
وهنود الحمر فيها غرقى 
هم سكانها يا حمقى 
وسيبقى التاريخ شاهد 
وبفلسطين حتماً يوماً 
سيقوم فيها قائد 
ليقول للعالم كله 
هاذِ أرضي وسأبقى أجاهد 
ولن اسكت عن شبراً منها 
ولن تدنسها يا جاحد 
فمروان البرغوثي قصه 
ناظل فيها ومازال صامد 
فكي قيده يا هذه 
فالقدس قبلة الاحد الواحد 
والسلطة تبكي شعباً 
وبالكف الأخرى لأسرائيل تواعد 
أي سلامً يا عقبات عفواً أقصد ((عرفات)) 
شبعنا ذلً يا نصف واحد 
أرحمنا وأرحم شعبً 
عن مكتسباته قام يجاهد 
أبعد عنا يا هــذا 
أقول قولي هذا والله شاهد


القصيدة الثانية : عباس
================

عباس وراء المتراس
يقظ منتبه حساس
منذ سنين الفتح يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا ، محتضنا دفه
بلع السارق ضفة
قلب عباس القرطاس
ضرب الأخماس بأسداس
( بقيت ضفة )
لملم عباس ذخيرته والمتراس
ومضى يصقل سيفه
عبر اللص إليه، وحل ببيته
( أصبح ضيفه )
قدم عباس له القهوة ، ومضى يصقل ؛ سيفه
صرخت زوجة عباس : " أبناؤك قتلى ، عباس
ضيفك راودني ، عباس
قم أنقذني يا عباس "
عباس - اليقظ الحساس - منتبه ، لم يسمع شيئا
( زوجته تغتاب الناس )
صرخت زوجته " : عباس ، الضيف سيسرق نعجتنا "
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس
أرسل برقية تهديد
فلمن تصقل سيفك يا عباس
( لوقت الشدة )
إذن ، اصقل سيفك يا عباس !!!

نزار قباني


الاسم : نزار توفيق قباني 

تاريخ الميلاد : 21 مارس 1923 . 

محل الميلاد : حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة 

حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 . 

عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين . 

وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 . 

طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان . 

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955. 

الحالة الاجتماعية : 
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء . 

وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج . 

والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها .. 

ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .

وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً . 

قصته مع الشعر : 
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة . 

له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " . 

لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " . 

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " . 

يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. 

امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية. 

وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق 

تخرج نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. 

وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 . 

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا. 

في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني. 

وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .

فاروق جويدة


* نبذه عن فاروق جويده *


*شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرام ن ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.

*قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.

*ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.

*تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.

*و يقول الشاعر عن نفسه : حملت معي من قريتنا الصغيرة ثلاثة أشياء ..هي 
هذا العشق الشديد للطبيعة بكل ما فيها من مظاهر الجمال أرضاً و سماء و زرعاً .. 
و حملت أيضاً شيء من البساطة في الحياة و السلوك و حتى أسلوب الكتابة ، لأنني لا أعتقد أن الحياة في حاجة إلى المزيد من التعقيد .. 
ثم حملت الصدق مع الله و النفس و الآخرين..


أاقول حزنا ....ليس في الدنيا كحزن الاشقياء
أاقول صبرا ....ليس في الدنيا كصبر الابرياء
أاقول مهلا ....ضاعت الدنيا من يدنا هباء

إحسان
كلما اتذكر أيام عشناها
يأخذنى الحنين اليكى
وتسقط دمعتان


* مختارات من قصائد فاروق *

(اليوم الأول بعد رحيل الشمس )


مازال حبك أمنيات حائرات في دمي

أشتاق كالأطفال ألهو ثم أشعر بالدوار

وأظل أحلم بالذي قد كان يوماً

أحمل الذكرى على صدري

شعاعاً

كلما أختنق النهار

والدار يخنقها السكون

فئران حارتنا تعرب في البيوت

وسنابل الأحلام في يأس تموت

ونظرت للمرآة في صمت حزين

العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين

أصبحت بعد كالعجوز

يردد الكلمات

يمضغها وينساها ويأكلها

ويدرك أن شيئاً لا يقال

ما عدت أعبأ بالكلام

فالناس تعرف ما يقال

كل اللذي عندي

كلام لا يقال !!!

**************************************


(ما بعد رحيل الشمس )


ما بعد رحيل الشمس

(1)

الوقت..

عين الليل يسبح في شواطئها السواد

والدرب يلبس حولنا ثوب الحداد

شيخ ينام على الرصيف

قط وفأر ميت القط يأكل في بقايا الفأر ثم يدور يرقص في عناد

والشيخ يصرخ جائعا ويصيح: يا رب العباد

هذا زمان مجاعة و الناس تسقط كالجراد

العمر

يا للعمر وقت ضائع

عام مضى.. عامان.. عشر

لست أعرف كم مضى..

فالعمر في قدم الرياح

والليل يلتهم الصباح

والجرح ينزف بالجراح

* * *

زمني

يقول الناس إني جئت في زمن حزين

وأنا أقول بأنني

قد جئت في الزمن الخطأ

ماذا يفيد صوابنا

إن صارت الدنيا و صارت الناس كالرقم الخطأ؟

خطواتنا الحيرى على هذا الطريق

تردد الأنفاس في أعماقنا

ونعيش في أوهامنا

لكننا نحيا مع الزمن الخطأ

* * *

عنوان أيامي

على المظروف أكتب اسم شارعنا القديم

ما عدت أذكر اسم شارعنا الجديد

الشارع المسكين صار حكاية..

قد غيروه.. وغيروه.. وغيروه

ما عاد يذكر اسمه

لكنني ما زلت أعرف اسم شارعنا القديم

* * *

أما أنا

قالوا بأني كنت يوما فارس العشق القديم

وبأن عمري صار بيتا

من بيوت العنكبوت

ولأنني رغم القبور.. ورغم موت الأرض

أرفض أن أموت

قالوا بأني فارس ما زال يرفض أن يموت

اليوم الأول بعد رحيل الشمس

(2)

ما زال حبك أمنيات حائرات في دمي

أشتاق كالأطفال ألهو.. ثم أشعر بالدوار

وأظل أحلم بالذي قد كان يوما..

أحمل الذكرى على صدري شعاعا..

كلما أختنق النهار

والدار يخنقها السكون

فئران حارتنا تعربد في البيوت

وسنابل الأحلام في يأس تموت

نظرت للمرآة في صمت حزين

العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين

أصبحت بعدك كالعوز يردد الكلمات

يمضغها وينساها.. ويأكلها

ويدرك أن شيئا لا يقال

ما عدت أعبأ بالكلام

فالناس تعرف ما يقال

كل الذي عندي كلام لا يقال

اليوم الأول بعد المئة لرحيل الشمس

(3)

ولدي يسألني: لماذا أنت يا أبتي حزين..

لم تبتسم من ألف عام

أترى تخاف..

الوحش يا أبتاه في النهر الكبير

قالوا بأن الوحش قد أكل الطيور

ما زال يأكل في الزهور

الوحش يأكلنا ويشرب عمرنا

ويدور في كل الشوارع يخنق الأطفال يعبث بالقبور

الوحش يشرب كل ماء النهر ثم يبول في النهر العجوز

ويعود يشرب من جديد

والنهر بئر من دموع الناس

النهر جرح غائر الأعماق

تنبت في جوانحه الجراح

والوحش يسكر بالجراح

* * *

أشتاق عطرك كلما عادت مع الليل الهموم

ولدي يقول بأنني

لم أبتسم من ألف عام

قلبي وحزن النهر والأيتام في برد الطريق

حزني عنيد لا ينام

اليوم الأول بعد الألف لرحيل الشمس

(4)

في الدرب رائحة ومنديلي قديم

تتسلل الأحزان بين جوانحي

تتزاحم الرعشات بين أصابعي..

قد مات عصفوري الصغير

قد ظل يصرخ في عيون الناس يلتمس النجاة..

سقط الصغير على جناح الدار وانسابت دماه

الريش يعبث في عيوني مثل غيمات الشتاء

ويطير بين جوانحي شبح الدماء

ويصيح في صدري البكاء

عصفورنا في الدرب مات

* * *

يمضي علينا العمر.. والحلم الجميل

ما زال في صمت يقاوم كل أحزان الرحيل

اليوم الأول بعد.. لرحيل الشمس

(5)

أصبحت لا ألقاك صرت سحابة

عبرت على عمري كما يهفو النسيم

ورجعت للحزن الطويل

ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل

يمضي الزمان بعمرنا

الخوف يسخر بالقلوب

واليأس يسخر بالمنى

والناس تسخر بالنصيب

عصفورنا قد مات

من قال إن العمر يحسب بالسنين

* * *

الليل لم يرحم رحيل الزيت من قنديلنا

أخفى شعاعا كان يحمله القمر

والشمعة الثكلى تساقط ضوءها

ثم انزوت تبكي على صدر الظلام

وأنا أحدق.. كل شيء صار بعدك صامتا

الليل والقمر الذبيح

الشمعة الحيرى ومزماري الجريح

من يأخذ الأيام والعمر الطويل

لتعود شمس مدينتي

يا شمس.. فارسك القديم..

مازال يبكي عمره بعد الرحيل